اختصر

موضوع: اختصر الأحد 02 يناير 2011, 9:55 pm

اختصر

يقولون إن الناصح كالجلاد وبقدر مهارة الجلاد في الجلد يكون الألم

لاحظ: المقصود مهارة الجلاد لا قوة الجلد.

فالجلاد العنيف هو الذي يضرب بقوة ويتألم المضروب وقت وقوع السياط... ثم لم يلبث حتى ينساها.

أما الجلاد الأستاذ في صنعته فقد لا يضارب بقوة ولكنه يعلن أين يوقع السوط

كذلك الناصح ليست العبرة بكثرة الكلام ولا طول النصيحة وإنما بالأسلوب الواضح

فاختصر قدر المستطاع

اختصر عند الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر خاصة في الأمور المتفق عليها

تأمل النصائح النبوية فلا تتعدي السطر أو السطرين

اسمع:

* يا علي: "لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الثانية "

* يا عبد الله بن عمر: "... كن في الدنيا كأنك غريب... أو عابر سبيل..."

* يا معاذ: " والله إني أحبك ... فلا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"

*والنصيحة التي قدمها عمر بن الخطاب عند الاحتضار لشاب جاء لزيارته وقد كان ثوبه طويلا فقال له: " يا ابن أخي ارفع ثوبك ... فإنه أنقى لثويك... وأتقي لربك"

اترك الجدال

اترك الجدال وخاصة مع من يكابر ويعاند لأن المقصود هو إيصال النصيحة إليه لا فتح مناظرة معه
ولقد ذم الله الجدال فقال: (( وما ضربوه لك إلا جدلا))

وقوله عليه أفضل الصلاة والسلام: (( ما ضل قوم من بعد هدى كانوا عليه إلا أتوا الجدل))

فالغاية عندك هو أن يعرف المنصوح الخطأ ليتجنبه في المرة القادمة وليس الغاية أن بنتصر لأنها ليست في حلبة صراع

* وأحيانا قد يذكر المنصوح كلاما يعتذر به وهو ليس عذراً مقنعا لكنه يقول ليحفظ ماء وجهه.

فكن سمحاً واقبل العذر واحفظ ماء وجهه، ولا تغلق عليه الأبواب بل أبقها مفتوحة أمامه وأنت تنصح حتى لو تكلم بكلام خاطئ، فعندها فيمكن أن يعالج خطأه من حيث لا يشعر

كأن تثني عليه وعلى فهمه وجرأته ثم تقول ولكن....

أي بعد الثناء رد على كلامه إن كان خاطئاً