بعد زلزال اليابان رعب عالمى من الطاقة النووية
المصدر: الأهرام اليومى
أصبح العالم الان على حافه الهاوية بعد الزلزال المدمر الذى ضرب اليابان مؤخرا واعقبه المد البحرى تسونامى الامر الذى أدى الى أخطار نووية ناجمة عن تصدع المحطات النووية اليابانية وخطر الاشعاع النووى على البشر وكأن الطبيعة أرادت ان تلعب دورا محوريا فى أحداث العالم فثورة الطبيعة تفوق ألاف المرات ثورات البشر التى تنتشر فى العالم الان وتحديدا فى العالم العربى.
ان الزلزال الذى ضرب اليابان لن يكون تأثيره على اليابان وحدها وانما امتد ليشمل العالم كله الذى بدأ يعيد حساباته من جديد بشأن الطاقة النووية ولعل إشتعال المحطات النووية اليابانية ينذر بكارثة لا يعلم مداها الا الله سبحانه وتعالى وندعو الله ان يجنبنا مخاطر هذه الكارثة.
إن تأثير الإشعاعات النووية يمتد الى آلاف الكيلو مترات وهو ما دعا جميع الدول القريبة من اليابان والبعيدة عنها ايضا الى اتخاذ الاحتياطات اللازمة من وصول اثار الاشعاعات إليها وجعل اكثر من دولة تعيد التفكير فى استخدام الطاقة النووية والتوسع فى انشاء المحطات. ولعل المانيا من اكثر الدول التى تنظر فى ملف الطاقة النووية من جديد حيث علقت عمل كثير من المحطات النووية فى الوقت الحالى وكذلك كوريا الشمالية التى اعلنت عن ترحيبها بعودة المفتشين الدوليين الى تفقد منشاتها النووية دون قيد او شرط خشية حدوث مالا يحمد عقباه بالاضافة الى فنزويلا وعدد من دول شرق اسيا.
ولم تكن الولايات المتحدة ببعيدة عن الكارثة حيث عبر الرئيس الامريكى عن قلقه من حدوث كارثة مماثلة فى الولايات المتحدة الامر الذى جعل ادارته تفكر فى تقليص عدد الرءوس النووية ومراجعة الترسانة النووية الامريكية.
وتعتبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية اكثر المهتمين بالملف اليابانى لانها الجهة المسئولة عن سلامة المنشآت النووية فى العالم وعليها ان تعمل من اجل طمأنة العالم من خطر امتداد الاشعاعات النووية و محاولة اظهار الحقائق بعد تضارب التصريحات اليابانية واستمرار اشتعال الحرائق فى المحطات النووية اليابانية والخوف كل الخوف من انصهار قلوب المفاعلات بسبب ارتفاع الحرارة داخلها ومستويات الاشعاع التى وصلت الى درجات قياسية اصبح دخول العاملين اليها غير ممكن لأمور تتعلق بسلامتهم لان التعرض الى الاشعاعات فى هذه الدرجه تؤدى الى اضرار صحية بالغة.
وقد زار مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو (يابانى الجنسية) اليابان ومعه فريق فنى للوقوف على حجم الاضرار التى اصابت محطة فوكوشيما النووية اليابانية بعد ان اصاب الذعر جميع شعوب العالم وكذلك بعد ان ابدى عدد من محافظى الوكالة تحفظهم على البيانات اليابانية التى تتسم بعدم الوضوح حتى يتسنى للوكالة تحديد الاثار المترتبة على الزلزال.
ويعتبر الزلزال اليابانى مؤشرا للدول حتى تعيد صياغة اجراءات السلامة فى محطاتها النووية ومنذ فترة طويلة وتحاول الوكالة الدولية للطاقة الذرية توجيه الدول الى الاجراءات التى تحد من خطورة الاشعاعات النووية فى حالة تعرض اى منشأة لأى نوع من انواع الخطر وقد نصحت الوكالة الكثير من الدول التى تتعرض للعديد من الزلازل بإعادة الخطط المتعلقة بالطاقة النووية خشية وقوع اخطار تهدد العالم من جراء هذه الاشعاعات ولكن ما يدعو للحيرة قيام بعض الدول بعقد اتفاقيات للتعاون فى الطاقة النووية ومنها على سبيل المثال دولة شيلى فى امريكا اللاتينية والتى تعد من أكثر الدول تعرضا للزلازل وبدرجة كبيرة وهى لا تدرك عواقب هذه الخطوة فيجب على جميع الدول التى تفكر فى المضى قدما فى استخدام الطاقة النووية ان تعلم الابعاد واخطار هذه الطاقة حتى لا نستيقظ فى يوم من الايام على تشيرنوبل جديد.
يجب ان يكون اى مشروع فى الطاقة النووية خاضعا للوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت اشرافها الكامل مع الاحتفاظ بالسيادة الكاملة للدولة صاحبة المشروع ولكن حتى تستطيع الوكالة ان تحقق مبادئ السلامة والامان فى المحطات النووية وفى ظل سعى العالم الى نزع اسلحة الدمار الشامل وحتى تقتصر الطاقة النووية على مشاريع الطاقة والكهرباء والطب والا تتعدى ذلك وتكون تمهيدا لتصنيع سلاح نووى او قنبلة نووية ونحن لسنا فى حاجة الى هذه الاسلحة على الاطلاق.
وحسنا ما فعلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عندما خصصت جزءا من الاجتماع الاخير لمجلس محافظى الوكالة والذى انعقد فى مقر الوكالة بالعاصمة النمساوية فيينا قبل ايام قليلة من وقوع كارثة زلزال اليابان المدمر وتسونامى لمناقشة اجراءات السلامة بالمحطات النووية ومساعدة الدول التى تهدف الى الاستثمار فى الطاقة النووية وخاصة البلدان التى بدأت بالفعل فى دراسة المشروع وكان من ضمن الموضوعات التى ناقشتها الوكالة كيفية مساعدة الدول فى الاستعمال الآمن للطاقة النووية ومواجهة اخطارها.